Tuesday, August 28, 2012

سلسلة أحداث وقعَت: عن انعكاسُ صورة المثالِي إلى الواقع كسبب، الجزء الأول

نحن في يومٍ من أيامِ ديسمبر، في سنةٍ غير معروفة، يُدعَى "إبراهيم" من مَنطِقَةِ "ز"، شمال منطقة "أ3"، أحمرُ البّشَرَة تَلْتَفُّ لفحَةٌ سوداءُ حوْلَ عُنُقِه،فِي يومٍ سَعِدٍ بلا اختِبار.. كنتُ أنتظرُ حٌزْنَ المغيْب .. نَقِفُ بينَ جداريْنِ على مقرُبَةٍ مِنَ نَّافورةِ كليَّةِ الآدابِ في الجامِعَةِ..، نشازٌ في كل مكان تقريباً، وقبلَ ذلكَ بِقليْلٍ كنـا قد تناوَلنـا الفطورَ في المقهَى، لم أكن قد وجدتُ هيجل بعدُ، ونحنُ أربَعَة الآن، تَتَخَطَّفُ بَصَرِي خمسَةُ طيورٍ غريبة ..ريشُهـا أسوَدُ، تُحَلِّقُ فوقَ رأسِي في مسافاتٍ متقارِبَة، استَدعَى اهْتِمـامِي طائِر يٌهاجِمُ آخر، رحتُ أنا وصديقي نراقِبُ بِسٌكونٍ ما يحدث، هاجَمَ بِمُنقارِهِ رأسَ طيرٍ آخر.. ضرباتٌ قاتِلةٌ.. لكنِّي لم أرَ دمـاءً تنزفُ من أيّ منهماِ، ثٌمَّ حلَّقَ الأولُ بعيْداً عَن الطُّيورِ تِلكَ .. وتَبِعَهُ الطائِرُ الذي هُوجِم، طائِرانِ مُحَلِّقان .. مـا أبهَى ذَلِك!، بدأ ابراهيم يسُبّ الكون بطريقة عدميّةواهمة، أراهٌماَ وأفتَحُ عُيُونِي ..أخُذْتً نَفَساً عَمِيْقاًَِ، وتَحَفَّظْتُ على اشتِباكِ حِسِّي، وتمتمتُ بصوتٍ غير مرتفع: "الليلة لربّما اقتِحَامٌ عَظِيْمٌ،، الحَربٌ بِلا خَسائِر"."أنا لا أؤمِنُ بِتِلْكَ الخُرافات" وضَحِكَتْ، إنَّهَا زَمِيلِتنـا وتُدْعَى رُبـَى ، شابٌ يقِفُ مَعَنـا استَمَرَّ ينظُرُ، وبَدَا لِي أنَّهُ قد فَتَحَ فاهٌ كثيراً، ثُمَّ نَظَرتُ بعُمقٍ إلى عُيُونِ "إبراهِيم" فَوَجَدْتُهـا تقدَحُ شَرَرَاً ..وقال ساخراً: "اللَّيلَةُ اقتِحام!، هاها"، قلتُ لهُ "شَغِّل خلاياكَ الرَّمـادِيَّةِ يا إبراهيم لا تَكُن رومانسيّاً، فصمتَ أبراهيم، .

ذَهَبْتُ بعدَ ذلكَ إلى مكان عملي. في تلكَ الليلة، طَرَقَتْ كُوخِي رصاصاتُ"قسطنطين كافاي" حين مرّ على مدن سوريّة، ولعل سوريّة تشبه إيثاكا، ولعله ابتاع منها بخّوراً ليستطيعَ مهادنةَ غشاءٍ رقيق فينسحبُ، وينبلجُ، ويحمرُّ، وينكسرُ ويفيقُ ويعومُ ويطيش. أطفأتُ أنوارَ الكوخ وَتَحتَ غِطائي شََعَرتُ بالدِّفء، سوريّة لا تَغِيبُ أبداً .. أبداً، إنها ليست مجرّد صورة منزوعة القيمة، إنها قانون تاريخيّ، إنها صخورٌ لا تنحني، فهل تعي معنى ذلك؟سأشرح لك، عندما يعلو النشاز في الصورة، والصورةُ ديدنها الواقع، يغدو النشاز في مرآة من يجهلُ أصلَهُ "قانوناً"، فتفتِنَهُ الصورة كفايروس في شبكة، والصورةُ بالأصل ليست تكراراً للغزل في نسيجٍ تغيّر لونه بلا انعكاس في

منشورِ ذاته، الصورةِ دينها ساقطٌ فيها من أقنومٍ ما، كذلك القرنبيطة، وإن كانَ ديدَنُها

Heterotopias،

مقطوعُ السَّنَد، أصوليٌّ بلا أصل، وكي يتجاوزَ كاتب القصيدة أي خلافٍ لحظِيّ مع إشكاليّة مفارقات اللغة (الرمز)، فإن عليه رفعَ رأسه واستلابِ الأوكسجين، بضعُ سنتيمتراتٍ فقط مكعّبة من الهواء الملاصق لسطح الماء كفيلة بإحياء الصورة، أو أن يحضِرَ معهُ، بدلاً من بدلة الغوص للتحليقِ في بحر الفلسفة، زجاجةً من حليب، فهل تعلَم أنني ذات مرّة، حين فعلتُ ذلك في الزمن نون، هوجِمتُ في حلقي، أصبح حلقي منقور والدماء تسيل، فأمسكتُ لعابي المشحون، كان غيرُ قابلٍ للحِسّ الإنسانيّ بشكلٍ تام، كان مفصولاً، كان ياكبسونيّاً وقد تعرّض لقصفٍ مدفعيّ من كلّ من ماكلوهان وجان بودريار، في الحقيقة لقد شرشحوه، كان لعاباً صلباً وكان مائعاً كان مشتعِلاً وكان مسماراً وسَجّاناً لا يتقنُ عمَلَه، كنتُ اكادُ أسرعُ كي لا يتحوّل هذا المتحوّل اللعين، كان يكرّ يكرّ وكنتُ أكرّ أكرّ، كان يفرُّ، أسحبُهُ فيعود في لحظته، كنتُ امسِكُ مِعوَلي وأدورُ، أتجهّزُ، يفرٌّ، فأدركهُ فأقطعُ جزأهُ الذي لم يتحوّل، كان ثقيلاً كسلحفاة على ميزانٍ للذهَب لكن بـ

Intelligence

لم أدرسهُ بعد،

كان ثلاثةُ سنتيمتراتٍ مكعّبة منهُ حين أضعها على باطن كفّي، تكونُ أثقَلُ من فأسٍ بوزن عشرة كيلوغرامات وذاتِ مرة وضعتُ جزءاً لم يتحوّل منهُ في كيسٍ شفاف، وأحكمتُ إغلاقَهُ، وجزءاً آخر في كيسٍ آخر مفتوح، كان المغلقُ يبقى ما بداخله كما هو، الكيس المفتوح فكان خلال أقل من خمس دقائق قد تحوّل كل ما فيه إلى غير موجود، لم يكن ذلك يثيرني، بقدر ما يمقتني، لأن لا أحد سيصدّق ذلك لو أخبرته به، فكان يريدني فريسةُ وكنتُ أحسَبُهُ نصفُ مخروط مقلوب غير منتهي مادّياً فيزيائياً، أبصُقُ فيه كلّما هاجمني، يزيدُ صواعق الكهرباء وأقولُ لهًُ وأنا أضحَك وبضعَ عصيباتٍ تلَفَت، أقول:
"لن تستطيع قتلي"

كنتُ على ما يرام، لم تكن طاقتي لتفنى، كنتُ أمسِكُ بلحاء البلّوط، السّرو أو الكينا في جيبي، فأرتاح، كنت أحسَبُ لثانية أنّي في أثينا، وحدثَ ذات مرة أنّي تعرّضتُ لهجوم غيرِ مرئيّ، وكثيراً ما يحدثُ ذلك، فوضعتُ ثلاثة قرنبيطات على الطاولة، أمسكت بيدي اليمين واحدة ويديّ اليسار واحدة، ووضعتُ فمي على الثالثة وهي بينهما، صرتُ أتنفّسُ، أتنفّسُ، ولن تصدّق ما حدثَ، أقسِم أنك لن تصدّق، لقد تطايرت كل قرنبيطة إلى حائط، وتفتّقت، وشعرتُ بارتياح، لكني اسرعتُ بإحضار حبّتيّ برتقال، أمسكت بهما، وحافظتُ على يدي أن لا ترتجفان، بدأتُ أشعرُ بالحًب الطبيعيّ من جديد، والطاقةُ في أعصابي تتدفّق، نصفي عالقٌ في مهمّةٍ خاصّة، بغيَةَ كَسرِ الصورة، ونصفي أصبحَ كاسراً للغشاء، كانت الأضواء الفسفورية تقطُرُ من هذه الـ

Matrix

(التحقيق الذّهنيّ الطويل).

السَّاعَةُ الآن العاشِرةُ وثمانٍ وأربَعينَ دَقيقَة بعدَ شُرُوقِ يومِ لا أريد تسميتَه، عندمـا سَمِعتُ ذلكَ الصَّوتَ الليلة الماضِيَة، وكلّ الأوقات أضواء فسفوريّة، وكل الأوقاتِ ليلاتٌ ماضية، كانت السَّاعَة الثالِثة وبِضعِ دقائِقَ، فقد سَمِعتُ ضوت جناحيّ الطائرين يٌحَلِّقانِ وَقد اقتربا مِن نافِذَةِ في كوخي، فكتبتُ "وفجأة .."، وبدأتُ أرتَجِف، وتَدَثَّرْتُ والعَرَقُ لا يتوانى عنِ أداءِ مَهَمَّتِه الفسيولوجية، ذهبتُ أتفحّص المنطقة، وإذا بالطائرين يقتربان، عُدتُ إلى سريري بعد برهة، غفوتُ أنـا والصوت ذاته الذي كنت أسمعهُ منذ سنوات عمري الأولى، لا يمكنُ نسيانه، إنهُ التحقيق الطويل، لدرجة أنه أنشأ جُزافاً أن يكونَ طبيعياً، يندسّ يريدُ أن يصبحَ عقيدةَ، إنه النشاز الهايدغري، إنهُ يسيرُ في مصبّ النهر السارتريّ عند الانفعال، وانحطاطُ ارنست ماخ التائه في فتاةٍ أوروبيّة تلعقُ العجين غير المختمر من عقلِ بوذيّ في الهند يحاوِلُ أن يصبحَ فرنسيّاً، كنتًُ، وأنا بعمر أربعِ سنوات، أرمي المِلعَقَةَ عليهِ، وأحياناً أبولُ عليه، أما غرامشي فكان قد تاه كثيراً منحرفاً عن هيجل مئات الفراسخ كونه تربّى منذ البداية عند المعلّم الخطأ وقرأ الكتاب الخطأ، فصنع Sequences مليئة بالتشوّهات، أحياناً.. كان التحقيقُ الطويلُ يموءُ على العصب، بضعٌ غيرُ موجود، والرقمُ فيثاغوريّاً ليسَ خلقاً آخر، ليس فينومينولوجيّة بقدر ما هو رمز، ليتني أكتشفُ أمر تلك البضع فاجتنبها، إنها ليست "فيزيق"، وكلمة "ميتافيزيق" وحدها لا تحرّك الحصى في التنّور (في الخلايا الرماديّة)، لم أكن أنام كثيراً، كنت أستمتعُ بالليل، وحدث ذات مرة أنني بعد أن غفى والِدي عند منتصف الليل، فتحتُ باب الكوخ، فوجدتُ ضفدعة كنت "أحسبها آنذاك "مَحرَمة" متّسخة، لكن عندما بدأت تبتعدُ كلما اقتربتُ منها، أيقنتُ أنّي عند مفارقة وجودية مضطربة، ألقيتُ القبض عليها، فقَفَزَتْ من يدَيَّ إلى الواقع، وكانت بعض صورِ واقِعنا "بلاطاً"، عدتُ وأمسكتُ الضفدع، كان يرشحُ منهُ سائل، ويرتجف من حلقِه، فأدخلتُهُ المنزل، ووضعتُ في دلو وعبّأتهُ بالمياه، أصبح لديه صوراً مختلفة، لقد عَرَفَ أصلَهُ، استطاعِ أن يحظى بالمزيدِ من الأوكسجين، هاهو الأوكسجينُ يرشَح بالرغم من أن الضفدع ليس "مَحرَمة"، ربما بعد ملايين المحاولات، عبرَ الحِقَب الجيولوجيّة المختلفة لتطوّره، أما أنا، لولا أن أمسَك هيجل بيدي لكنتُ من التائهين. إنهُ حاضرٌ عند الضرورة فقط، وقتهُ أثمن من شجرةِ تين تتغذّى على منطِق أفلاطون داخل سجن أرسطو، طبقاً عن طبق، في أوتوستراد محور الزمن، هذا هو هيجل، يهز رأسهُ ويومئ بابتسامته الفظيعة.

 - هل أغادِر؟

- استرخِ ..استرخِ.. بِمَ تُفَكِّر؟، مَضَى عشرةُ أشهر دونَ أن تَزورَ تِلكَ الصَّحراءَ الصَّخريَّة ترابُهـا الذَّهَب ورياحُهـا غٌبارُ الوَقائِعِ، إنَّكَ إن تغادر الآن تكونُ قَد شِختَ وضَعُفَت قواك، وما اسطعتَ قادِراً الرُّؤيَة،

-إنَّك تقصدُ شاخَت الصورة، ربما، لكني لَم أهرَم، أنا القانون الأكثَرٌ رَحمَةً صورتي، وصورتي هي منّي، وهي ليست أرحم مني  بزائريها وبقسطنطينوس كافافيس، لم تضعُف بعدُ
To be continued,

Wednesday, August 22, 2012

Studies: in Defense of Hegel





الموضوع هنا يتعلق بثلاث دراسات ل أدورنو في كتاب واحد، دفاعاً عن هيجل

بعنوان

"Hegel: three Studies"

By: Adorno


الفيلسوف الألماني يكتب عن الفيلسوف الألماني، ما أبهى ذلك

This short masterwork in twentieth-century philosophy provides both a major reinterpretation of Hegel and insight into the evolution of Adorno's critical theory. The first study focuses on the relationship of reason, the individual, and society in Hegel, defending him against the criticism that he was merely an apologist for bourgeois society. The second examines the experiential content of Hegel's idealism, considering the notion of experience in relation to immediacy, empirical reality, science, and society. The third study, "Skoteinos," is an unusual and fascinating essay in which Adorno lays out his thoughts on understanding Hegel. In his reflections, which spring from his experience of teaching at the Goethe University in Frankfurt, questions of textual and philosophical interpretation are intertwined.
Read more at



Blogroll

Hegel lecturing in Berlin

Hegel lecturing in Berlin